إنّ الحمدلله ربّنا ومولانا نحمده ونستعينه ونستغفـره ونستهديه، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومِن سيّـئاتِ أعمالنَا
أعزّائي القرّاء/
سأتناولُ بإذن الله مشاكل متعدّدة لاحظتُ انتشارها في الآونة الأخـيرة
ونسأل الله الاستفادة، والأجـر، كَما نسأله القَبول.
توكّلنا على الله
.
.
لا أفراطَ ولا [ +تَـفريط+]..!
كله حَرام..لَم يبقَ لنا ما نفعله في دنيـانا!
يالـه من مبرّر يُقال للنّفس فتتسيّـب أكثر، وتَعصي أكثر، بحجّـة "عدم التعقيد وأن ديننا دين اعتدال"
صحيح والله لَم نختلف فديننا اعتدال ونحنُ أمّــةُ الوسطيّـة بشهادة من قوله سبحانه عزّ وجَل
( وَكَذَالِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا)
لكن دين اعتدال هو ديننا وليسَ يَعني ذلكَ أن نـتسيّـب..!
أيّـها الأحبة ,
عليْنا أن لا نأخذ " اعتدال" ونعيد صياغتها ومضغها كما نرغب فنطبّق فحواها كما يريد هوانا
فتسوّل لنا أنفسنا والعياذُ بالله أن ترتكب الذّنوب
ونستخفّ بِها..شيئاً فشيئاً حتى تهول وما تعودُ صغائراً!
فأيّ اعتدال هذا، إنه تسيّب وابتعاد
وما أجمَل ما قالـه الرّسول صلّى الله عليْه وسلّم
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"إن هذا الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه،
فسددوا وقاربوا وأبشروا ويسروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة "
الشّرْح
( فسددوا ) أي الزموا السداد ، وهو الصواب ، من غير إفراط ولا تفريط
( وقاربوا ) أي : إن لم تستطيعوا الأخذ بالأكمل فاعملوا بما يقرب منه ،
( وأبشروا ) أي : بالثواب على العمل الدائم ، وإن قل ،
أو المراد تبشير من عجز عن العمل بالأكمل بأن العجز إذا لم يكن من صنعه لا يستلزم نقص أجره ، وأبهم المبشر به تعظيما له وتفخيما
( واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة ) أي استعينوا على مداومة العبادة بإيقاعها
فياله من قول بليغ يصف الاعتدال والتوازن وصفاً واضحاً مختَصراً
.
.
[.] [.] [.]
.
.
خَيري الدّنـيا والآخـرة
الله تعالى لَم يحرّم علينا الدّنيا بَل أمرنا أن نمضيَ،نعمَل ونأكل من طيّـب الرزق..وحلالـه
وأن نجدّد النية فنحصد بذلكَ خيري الدّنيا والآخـرة، فَما أشدّ رحمته بِنا
إذْ بالامكان أن نسعدَ دنـيا وآخرة فقط إن عرفنا الهَدف،
لَذا أحبّتي يجب أن نتذكّر دائماً أهدافنا، رغباتنا
ونربطها بالغايـة العظمى والأجلّ: رضا الله عزّ وجَل
وإلا صعب على أنفسنا أن نترك أموراً هي زائلة .
وحتى تصغُر الدّنيا في أعيننا يجبُ أن نتذكّر المَوت، فيساعدِنا ذلك في تجنّب المحرّمات.
.
.
[.] [.] [.]
حلال يتخلّله الحَرام !
سأتناولُ هذا الأمـر إذ أنه خطير جدّاً
فمثل هذا الأمر في ظاهره طيّب لكن تتخلّله فتن فلا تعلَم ماهيته حتى تجرّبه،
لذا فهذا الأمـر مَهما كان يضرّ بمصلحتنا ويجرّنا للدنيا
وd]الدنـيا ليست بباقية]، وبعيدة كلّ البُعد عن البقاء والدوام،
لذا وجَب أن نضحّي بما هوَ زائل في سبيل الوصول لما هوَ دائم.
الأمـر منطقيّ، فمثلاً إن أحببتَ أن تَحصل على سيـّارة لتلبي احتياجاتك اليوميّـة،
تبدأ بالتفكـير:سأضحي وأقلل تسوّقي وصَرفيّاتي لهذا الاسبوع ،سأقتصد كما سأعمل بساعات دوامٍ إضافيـّة..
فَوضعت لنفسك أهدافاً لتصل لشيء أكبَر فضحّيت، ولربّما يصعب عليك أن تضحّي وسترهق نفسَك
ولكن لعلمك بأنك ستجدُ ما هوَ أعظم ، تصبحُ هذه التضحيّـة أمر هيّن
فالمشكلـة الأساسيّـة تكمُن في حبّ الدنيا الزائد وعدم استشعار ترك شيء لله مع حبّـه!
مــلاحـظة
:م
ن